مراجعة لعبة Baldur’s Gate 3
صدرت اللعبة بنسختها المبكرة (Early Access) في اكتوبر لسنة 2020 على الحاسب الشخصي والتي تعتبر أضخم لعبة من Larian Studios وتم دعمها طوال السنوات من قبل الشركة والاعبين لتصبح على ماهي عليه الان
– معلومات اللعبة
الاصدار: 3 اغسطس 2023 للحاسب الشخصي, 6 سبتمبر لجهاز PS5
نوع اللعبة: CRPG
الاجهزة: PlayStation 5, Microsoft Windows,
Xbox Series X and Series S (لاحقًأ)
جهاز التقييم: PC
العاب تقمص الادوار انتهى بها المطاف من وقت الطويل في الترنح طويلاً في منطقة الراحة وعدم أخذ اي قفزة كبيرة او نوعية اما كانت تتمة لعناوين معروفة كزيلدا او ديابلو او كانت لعبة تقمص ادوار بالكاد تلمس سطح التصنيف كالالعاب اليابانية, ولكن مافعلته بولدر قيت هو تجديد وتذكير لما يميز هذا التصنيف
عندما أتحدث عن عالم وقصة بولدر قيت يجب أن أذكر ان اللعبة مقتبسة من عالم D&D الضخم والذي بالمناسبة يُعتبر أضخم عنوان لهذا العالم.. ولطالما لم أكن مهتم بها بصراحة وثقافتنا بشكل عام لم تُكن مهتمة بها او مشهورة لدينا ولكن بعد لعبي للعبة بدأت اتعمق بقراءة المزيد عن العالم واللعبة المشهورة.. على اي حال محور حديثنا عن أحد أقوى المرشحين لهذه السنة لجائزة السنة والتي غيرت مفهومي لطريقة لعب الـTurn-Based بشكل كامل والذي بالكاد كنت مُهتم بهذا التصنيف الفرعي من تقمص الادوار.. سأخوض في تفاصيل طريقة اللعب والقتال لاحقُأ
قصة وعالم اللعبة
تبدأ بتكوين شخصيتك او أختيار شخصية بقصة أصلية من دون التعديل عليها واذا اخترت شخصية قابلة للتعديل اولا عليك القيام بأختيار عرقك (11 عرق) وكلاسك (12 كلاس) بالاضافة الى الكلاس الفرعي.. بعد الانتهاء من كل هذا تبدأ الاحداث بوجود شخصيتك عالق بسفينة فضائية مع عدة شخصيات مختلفة بالاضافة الى وجود طفيلي في دماغك.. بعد سقوط السفينة في أحد ضواحي العالم الاصلي عليك انت والرفقاء ايجاد حل لطريقة أستخراج هذا الطفيلي من مخكم والنجاة منه
القصة بدأت وانتصفت بطريقة خارقة وقوية.. ولكن في اواخرها شعرت ان هناك ناقص.. او نصوص ناقصة او بالاصح عند علمي بالقصة العامة شعرت انه كان من الممكن كتابتها بشكل أفضل تناسب قوة اللعبة وتناسب التقدم بالمهام الذي كان ممتاز بأغلب مراحله
القرارات والمهام في اللعبة ليست مُزحة اطلاقًا.. يمكنك بقرار خاطئ أن تخسر جميع الرفقاء من اول ساعات اللعبة او بعضهم فيجب عليك اختيار حلفاء والتعلق بهم ومعرفة ماضيهم وسوابقهم واجندتهم وتطوير علاقاتك معهم لمعرفة دوافعهم وماضيهم ومستقبلهم.. أما بنسبة لمهام العالم فهناك عدة جماعات وافراد عليك أختيار اي شخص/جماعة من وجهة نظرك قد يفيدك مستقبلًا او اختيار الافضل بحسب نظراتك الاخلاقية لهم.. القرارات وطرق حل المهام من أفضل مارأيت بعالم الالعاب وليس فقط بهذا التصنيف قرار واحد ذكي وتفاصيل صغيرة قد تغير مسار رحلتك بالكامل من الى.. كمثال صغير جدا عند مقابلتك أحد افراد جماعة معينة وقررت عدم أخذ الطرق الدبلوماسية وقتالهم الموضوع الذي قد يؤثر على أن اصحاب هذه الجماعة يصبحون عدائيين بالاماكن المختلفة ولو أخترت طريق دبلوماسي يمكن أخذ أكبر قدر من المعلومات منهم والدخول بين حشودهم ومعرفة أكبر عدد ممكن من المعلومات ثم تتخذ قرارك بقتل الزعماء بطرق أكثر امنة من دون الجيش الخاص بهم او حتى التحالف معهم لو أردت
مثال اخر.. كثير من الشخصيات بالاكت الاول والثاني (مجموع الاكتات ثلاثة) تقابلهم وتساعدهم وتطور علاقتك معهم بحيث أن في الاكت الثالث سيتوفر لهم مهام عديدة وتمديد عدد حلفائك وزيادة عدد ساعات المحتوى, بمعنى أنك لو قررت عدم مساعدة اي احد طوال رحلتك المحتوى قد ينقص حتى 20 ساعة او اكثر في الاكت الثالث!.. الموضوع الذي يرجع انك يجب أن تكون ذكي في أتخاذ مسارك
الاسرار باللعبة كانت مفجرة للمخ.. تذهب الى مكان قد تقول أنه عادي ومجرد زيادة لوت ثم تكتشف وجود قبو في هذا المكان القبو يؤدي الى طريق سري تحت الارض ايضًا ثم تكتشف الى وجود مؤامرة خطيرة او اسرار عميقة مدفونة منذ قرون او حتى ربط هذا المكان بمكان اخر في عالم اللعبة.. صحيح أن العاب كثير من نفس التصنيف تقدم نفس الفكرة ولكن هنا ثابتة بجميع مراحل اللعبة واغلب الاماكن تكاد لاتخلو من الاستكشاف المحفز
بالحديث عن الاستكشاف.. اللعبة بأغلب اماكنها لاتخبرك أذهب الى هنا او هناك عليك الحفر والاستكشاف بنفسك للمحتوى والتركيز في تفاصيل صغيرة او اماكن سرية التي قد تؤدي الى فتح محتوى ضخم لك يمتد الى جميع الاكتات الثلاثة.. هذا الشيء بالذات جعلني العب 9 ساعات يوميًا.. أعتقد ان لدي نقص كبير في الفيتامين ايضًا وسوء تغذية كويس اني مامت
اللعبة لاتخلو من المفاجات.. تدخل الى مطعم لأخذ راحة بسيطة والخروج فجأة قد تدخل غرفة بالمطعم بالخطأ ودون اي تخطيط تحصل على مشهد سينمائي قوي ومرتبط بالقصة بشكل مباشر او حتى قتال قوي لست مستعد له اطلاقًا
تقريبًأ جميع المهام الجانبية والرئيسية تحتوي أقل شي على نهايتين او اكثر.. الامر الذي يجعل من لعبة تقمص ادوار تقمص ادوار فعلاً.. حتى طريقة حل المهام وليس فقط النهاية ليس واحدة او اثنتان بل لكل شخص طرقه للحل هناك لاعبين اذكياء بكفاية جعلوا من مهمة واحده لاتاخذ منهم 5 دقايق او لاعبين اخرين اخذوا منحدر اخر وجعلوا من نفس المهمة ساعه ونصف!
كمثال.. تريد تهريب مساجين من سجن معين هناك عدة طرق
1- قتل الحراس بالتخفي واحد تلو الاخر من دون ان يعلمون الاخرون
2- قتالهم جميعًا بفوضى عارمة
3- سرقة الاحتياجات لتهريب المساجين ومن دون قتال اي شخص بطرقك الخاصة
4- قتالهم جميعًأ ولكن هذه المره مع تهريب المساجين لقتالهم معك
5- أقناع حراس اخرين للقتال معك ضد الحراس الاخرين
مثال اخر لجماعة معينة تريد الهجوم على معسكر اخر لجماعة ثانية
1- قتل هذه الجماعة الاولى وقتل مخططاتهم بالكامل بفوضى عارمة
2- قتل قادة هذه الجماعة واحد تلو الاخر بالتخفي
3- الاتفاق مع الجماعة الاول لمخططهم وانك ستغزو معهم الجماعة الثانية وعند الوصول لمعسكر الجماعة الثانية تتخذ قرار اما بخيانة الجماعة الاولى او ببقائك على وعدك والهجوم على الجماعة الثانية
والكثير مثل هذه القرارات في الكثير من المهام
بالعودة للرفقاء هناك 6 رفقاء أصليين باللعبة, السابع هو الـDark Urge وهو ليس برفيق بل أنه شخصية متاحة عند بداية اللعبة بماضي وقصة أصلية ولكن يمكن تعديل عرقه وكلاسه.. هناك العديد من الرفقاء الذين سينضمون الى رحلتك غير الستة و لن أتطرق الى هذا الشي.. بعض الرفقاء شعرت أن قصتهم ناقصة او غير مكتملة او بمعنى أصح يملكون ماضي وحوارات ولكن لايوجد محتوى ومهام حقيقية لهم, بعكس بعض الرفقاء الذين يلعبون دور مهم في عالم وشخصيات اللعبة وحتى قصة اللعبة.. طريقة العلم بهذه المهام هو بتطوير علاقتك معهم بأتخاذ قرارات مع شخصيات اللعبة توافق مبادئهم ورؤيتهم
نصوص الرفقاء متفاوته نوعًا ما بعضهم أستطيع أن اوصف اقتباساتهم ونصوصهم بالعظيمة وبعضهم سطحيين ووجود نصوصهم لافائدة لها سواء زيادة عدد
اللعبة تحتوي على Camp او معسكرك يمكنك دخولها والخروج منها مع رفقائك بضغطة زر ببساطة.. معسكرك هو أكثر مكان قد تقضي فيه المحتوى مع رفقائك وزيادة علاقاتك معهم ايضًا المفاجات التي لاتخلو طوال اللعبة.. تقريبًا كل تقدم في المهام الرئيسية او الجانبية يجب أن تذهب معسكرك للنوم او انهاء اليوم لأن غالبا سينتظرك مشهد سينمائي جديد او مفاجاة جديدة حصلت بسبب تقدمك
طريقة اللعب والقتال
قد يكون العائق الأكبر لدى الكثير من الاعبين تفاديهم لهذه اللعبة هو طريقة اللعب والقتال وهو الـTurn-Based وطريقة القتال الاستراتيجية التي لاتعتمد على الوقت الحقيقي للعب.. بمعنى أن لكل شخصية متصلة بالقتال لديها دور كامل لتستخدم مهاراتها او سحرها او ضربها بالاسلحة اليدوية.. حتى ينتهي دور هذه الشخصية وينتقل القتال الى الشخصية التي بعدها وهكذا. علي القول أن اللعبة تمتلك واحدة من أعمق واكبر وافضل طريقة قتال رأيتها في اي لعبة تقمص ادوار سابقة وكمية التنوع فيها يكاد أن يصل لمرحلة الجنون وهذا الي يميز التصنيف بشكل عام انه من النادر أن تشعر بالتشبع طوال اللعبة بعكس طريقة قتال الاكشن الذي يعتمد على القتال الحقيقي بالاضافة الا ان صعوبتها ليست بمزحة.. اللعبة صعبة في قتالات كثيرة ويجب أن تكون ذكي وتتخذ استراتيجية محكمة ولاتدخل قتال بدون التفكير بجميع الخيارات ودراسة عدد الاعداء والبيئة وحولها
التقدم باللعبة
اللعبة ليست عالم مفتوح بل أنها تقدم عوالم واماكن مفتوحة وكبيرة ولكن التقدم في المهام الحساسة/الاماكن الحساسة يغلق عليك بعض المهام الجانبية او حتى الاماكن القديمة واللعبة بالاصل تنبهك بهذا الشي.. شعرت أن اللعبة في اخر 20 ساعة استنفذت جميع خياراتها الازمة وأن كثير من المهام الاخيرة كانت مستعجلة وكانت مبهمة الى حد كبير وحتى من ناحية كتابة القصة في الرمق الاخير لم يكن بالمأمول من ناحية القصة العامة
بالحديث عن المدينة (بولدر قيت) صحيح انهم اتقنوها وكانت رائعة للغاية سوا من الاعلى او الاسفل ولكن لازلت أشعر ان هناك احجية ناقصة.. شي ناقص سواء من بعض المهام او التصميم, الكثير من البيوت المفتوحة الكثير من الاماكن ولكن المحتوى قل بطريقة غريبة وتشعر ان هناك فرص ضائعة لم تستثمر
التقييم النهائي - 9.5
9.5
التقييم النهائي
تصنيف تقمص الادوار ترنح طويلًا في اخر سنواته بين العاب بالكاد لمست سطحها, حتى صدرت بولدر قيت اللعبة التي ستغير مستقبل هذا التصنيف, بعالم مفجر للمخ وقرارات ومسارات مختلفة لاغلب المهام وطريقة قتال عميقة للغاية مع تصميم شخصية مُتقن لدرجة خيالية أستطيع القول أن لعبة بولدر قيت ببساطة هي لعبة السنة حتى هذه اللحظة